في وقت يسعى المجتمع لإيجاد حلول لظاهرة العنوسة تزداد حالات الطلاق لعدة أسباب يعتقد المجتمع أن جميعها يتعلق بأسباب تقليدية كجهل الزوجين وعدم إلمامهما بالحياة الزوجية وأنه من السهل إيجاد الحلول لها، غير أنه انبثقت أسباب جديدة غير ظاهرة ويتم التكتم عليها نظرًا لطبيعة المجتمع وحساسية الأمر، حيث أصبح البعض يتداول بسرية تامة ظاهرة الطلاق بسبب الصديقات أو ما يعرف بـ”الحبقبق” والتي ساهمت مؤخرًا في انفصال عدد من الأزواج عن بعض تحت مسوغات ظاهرها عدم الانسجام وانعدام المسؤولية وباطنها السلوكيات “الشاذة” بين بعض الزوجات وصديقاتهن، التي يستنكرها الأسوياء وخاصة الأزواج.
وبحسب التفاصيل التي ترويها الأخصائية الاجتماعية أم ماجد لـ”عين اليوم” فإن طبيعة المجتمع المحافظ التكتم على الأمور التي تتعلق بالسلوك الشاذ وعدم التطرق لها خوفًا من القدح أو تعميمها وما يصاحبها من فضيحة تمس كافة الأسرة فإن حالات الطلاق التي تكون بسبب الصديقات يتجنب المجتمع الحديث عنها علانية وبالتالي خلق أسباب أخرى تتعلق بـ”القسمة والنصيب”.
وعن الحالات التي شهدتها قالت عدة حالات طلاق تتعلق بالسلوك الشاذ الذي لا يرتضيه الزوج بين زوجته وصديقتها والتي قد تصل لدرجة الحميمية مع تهميشه كزوج، لافتة إلى أنه في الغالب تكون الأسباب غائبة لا يعلمها إلا المقربون الذين بدورهم يحرصون على عدم الإفشاء بها خوفًا من أن تطال السمعة كافة بنات العائلة فتكون الأعذار متعددة.
وعن دورها قالت: كنت أقوم بدور الوسيط للإصلاح بين بعض الأزواج فاكتشفت هذا النوع من الأسباب الذي يندى له الجبين وحاولت الإصلاح غير أن تمسك بعض الفتيات بعلاقة كل واحدة بصديقتها وإصرار الزوج على قطع العلاقة وتمسك كل منهما بموقفه يدفع لوضع حد للعلاقة وهو الانفصال.
وكما أن بعض الفتيات بعد أشهر من زواجها ترفض مرافقة زوجها في مكان إقامته بمنطقة أخرى، بل وتشترط عليه إما أن يؤجر منزلًا لها أو أن تجلس مع أسرتها لتكون بالقرب من صديقتها بحجة أنها لا تستطيع فراقها.
وعن كيفية إيقاف تمدد هذه الحالة قالت: يجب على المجتمع بمختلف أطيافه عامة من مثقفين وأخصائيين اجتماعيين ونفسيين كسر حاجز الخجل الاجتماعي والعمل على مناقشة هذه الحالة كقضية كون الصمت يساهم في تفاقمها، كما أن الأمهات خاصة عليهن متابعة بناتهن، حيث توجد مؤشرات على انحرافهن السلوكي “ظاهرًا وباطنًا”، وقد لا تكون علاقة عابرة وإنما تمتد معها في حياتها الزوجية التي قد لا تستمر، كون هذا النوع من العلاقة مرضًا لا بد من معالجته واجتثاثه حتى لا يتطور ويصبح ظاهرة، مشيرة إلى أن تبرير حالات الطلاق اليوم الجاهز هو صغر سن الفتاة وعدم إدراكها للمسؤولية أو لكونها مدللة في بيت أبيها، ولكن على المدى القريب ستظهر الحقائق وتكون الأسباب جلية وحينها ستتصدر المشهد أسوة بظاهرة العنوسة التي أصبح البعض يرى أنها أخف وطأة من ظاهرة “الحبقبق”.
انشر لاصدقائك وكن مميز بكل جديد
0 التعليقات:
إرسال تعليق